الاثنين، 9 يونيو 2008

لا يَسخَر .. !



قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

في تفسير إبن كثير :

ينهى تعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاء بهم كما ثبت في الصحيح « م91 » عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الكبر بطر الحق وغمص الناس ويروى غمط الناس والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم وهذا حرام فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله تعالى وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له ولهذا قال تعالى « يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن » فنص على نهي الرجال وعطف بنهي النساء وقوله تبارك وتعالى « ولا تلمزوا أنفسكم » أي لا تلمزوا الناس والهماز اللماز من الرجال مذموم ملعون كما قال تعالى « ويل لكل همزة لمزة » والهمزة بالفعل واللمز بالقول كما قال عز وجل « هماز مشاء بنميم » أي يحتقر الناس ويهمزهم طاغيا عليهم ويمشي بينهم بالنميمة وهي اللمز بالمقال ولهذا قال ها هنا « ولا تلمزوا أنفسكم » كما قال « ولا تقتلوا أنفسكم » أي لا يقتل بعضكم بعضا قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ومقاتل بن حيان « ولا تلمزوا أنفسكم » أي لا يطعن بعضكم على بعض وقوله تعالى « ولا تنابزوا بالألقاب » أي لا تداعوا بالألقاب وهي التي يسوء الشخص سماعها قال الإمام أحمد « 4/260 » حدثنا إسماعيل حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال فينا نزلت في بني سلمة « ولا تنابزوا بالألقاب » قل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله إسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحد منهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت « ولا تنابزوا بالألقاب » ورواه أبو داود « 4962 » عن موسى بن إسماعيل عن وهب عن داود به وقوله جل وعلا « بئس الأسم الفسوق بعد الإيمان » أي بئس الصفة والاسم الفسوق وهو التنابز بالألقاب كما كان أهل الجاهلية يتعاتون بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه « ومن لم يتب » أي من هذا « فأولئك هم الظالمون »

أنتهى ...



ليس بغريب عليكم أن ترون من يستهزء ويلمز الأخرين بالألقاب .. بل تكاد أن تكون صفه أساسيه حتى لرُبما يستغرب ممن لا يهزء معهم بدعاوى المزاح حيناً و النيل منه حيناً أخرى ..
ولاريب أن أكثر من يستهزأ بهم الضعفاء .. فمن يخشونه لا يهزءون به
قد يعاني فردٌ ما من مشكله في خَلقه أو تشوهـ ... فلا يسلم المسكين من الإستهزاء
والنهي في الآيات واضح صريح .. فمتى نمتثل للأمر الصريح !؟
متى نرحم الضعيف من الإستهزاء علانيه كان أم سراً ..
وأن العجب أن ترى من يدعي تقوى الله والورع وهو يلمز الضعيف ويهزأ به
بالرغم من أن الإجدى ممن يدعى التقوى أن يكون أحرص على الأمتثال لأوامر ديننا ونواهييه ..

ما يُحزنني حقاً الضعفاء بيننا فالرحمه للضعفاء والفقراء أخشى أنها تبدأ تتلاشى
أو حتى بدأ أنكار الإستهزاء قليلاً وربما وقعنا في المشاركه في الضحك مع من يستهزء ..



أتمنى أن ننكر على من يهزأ بالناس عامه والضعفاء والفقراء خاصه
أن نتوقف عن مشاركتهم الإستهزاء ولو بالضحك معهم وتبيان أن هذا الأمر منهي عنه
والله الهادي ...



هناك تعليقان (2):

مدونة حقائق وعجائب و بقايا عطر يقول...

جزاك الله خير عزيزتي وهذا امر مذموم ونهي الله عنه ووصي به رسووله ..


وفقك الله لما يحبه ويرضاه غاليتي

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

كم هو قاسي من يسخر او يستهزئ أو يشمت من الفقراء و المعوزين ..
لقد توقفت على آخر المقال .. و شدني للتعليق هذا الصنف من الناس ..
لقد عافاه الله ، فهل كان جزاء هذه النعمة السخرية او الاستهزاء او الشماتة .. أم الحمد و الدعاء بالشكر على نعمة العافية ..
يُذكر عن ابن سيرين ، أنه قال : عيّرت رجلا بفقر فحبست عن دين ٍ ..
نسأل الله ان يطهر أخلاقنا من هذا الابتلاء .. و نسأله أن يرزقنا حسن الخلق ..

أحببت أن اسطر مشاركتي ولكم وافر التحيةو التقدير .