الأحد، 16 نوفمبر 2008

و أبكي .. وأبكي


أجمل مافي الحزن البكاء !

من لا يبكي أشد حزناً وكآبتهً من غيره .. كُنت قد عزمت نيه للبكاء الليله ، سأفرغ ما بقلبي من آلام كـ الدمع المراق على وجنتاي . الغناء الحزين يعينك على إجترار البكاء المضمور داخل أوردت قلبك ، فيخرجُ بـ أنسكابَ و أنهمار المَطر !

..... أدرت اذاعه الـ fm ، كنت أبحث عن صوتٍ كـ عبادي الجوهر يبكيني من أعماقي ..

{ ..ما بقالك شي في قلبي سوى ذكرى وآهات وحسافه

وهاجس للصمت سافر بي وسمع كل هالدنيا اعترافه

وأن بقى عندك جراح كمل الناقص وهات !
.. }

لم أجده كما أريد ، المعزوفات كانت صماء بلا شعور ، تراقص السخف فقط .. ، اقفلت الـ fm وبدأت استحضر كل ماله شأنً في أبكائي و بكيت .. بكيت وبشدة !!

مر شريط ذكريات بائسه ، ليس بها لـِ لفرح الطفل مكان ، و لا لـ عنفوان المراهقه وطن ، ازمنه لم تكن بيضاء .. و أجهشت بالبكاء !

حينما تجتاحك رغبه مجنونه بالبكاء ، لا تتجاهلها ، انها أصدق لحظاتك مع ذاتك . فـ بكيّ ولا تكفكف دموعك ، دعها تنساب من مقلتيك بحراره ، دعها تنطلق بحريتها ، و لا تعطل طريق سيرها .. لا تكبتها بداخلك فتلك لحظات جميله قد لا تتكرر ! أنها لذة


ليس في البكاء قبح سوى أنتفاخ عينيك وجعاً و احمرار أنفك ألماً ، لكنها المشاعر تنتفض ، تنساب بلا قيود . تتبعثر حولك .. توبخك .. تصرخ فيك .. و تلوك أفعالك .

حينما تواجه تلك الصعوبه بإسقاط مدامع عيناك ، فاعلم أنك على شفى بؤس . وعليك أن تجتر البكاء أجتراراً .. اتعلم لم لا نبكي في اللحظات الحرجه احياناً ، لأن قلبك أعتادها فلم تعد تحرك فيك المدامع ، وعيناك ألفتها و مشاعرك بح صوت نحيبها ... فعليك بالبكاء فأنه مخرجً من الداء و كـ أنه دواء , أنه يقوم بإحتضان خيبتنا للوقوف على أقدامنا من جديد .


ذات يوم جاء في خيالاتي السوداء أن أحضر تمثالاً أمامي . و الصقُ بهِ صور كل أولائك الذين أتمنى الصراخ بوجوههم .. وسأفعلها و أصرخ بتمثالي الماثل أمامي و ربما قد تصل فورة الغضب حد قيامي بضربه و تمزيق صورهم .. صه !

مجنونه أنا ، أو هكذا سأبدوا .. لا يهم طالما أني سأفرغ تلك المشاعر لـ تخرج بعيداً عني و سأعلق العادات القبيحه و سأحرقها على مسرح القريه عقب صلاة الجمعه ، علهم يشهدون حرق أفكارهم و أقوال أسلافهم .. ستكون تلك بمثابه خطبتي في الجمعه !

...و ما زال صوت النحيب يصدح في أعماقي و الدمع ينساب من مقلتاي .. !

و لا زلت أبكي .. و أبكي .. !!

لم لا نبكي حينما نريد البكاء ؟

و ما الذي يجعلنا نخبئ دمعه في أعيننا في حين شاءت السقوط ؟

في أشد اللحظات قهراً وظلماً نبكي رغماً عن رغبتنا في أخفاء البكاء .. وفي أخرى نتمنى البكاء ولا يأتي .. و آخرى أخيرة نُعد طقوس تحضيريه للبكاء و كأنما نعد أحتفالٍ ليلي !




كتب 22/10/ 1429

و تم التعديل في 18/11/1429هـ

هناك 17 تعليقًا:

الـ مها يقول...

::
نستجدي البكاء في قمة الألم
فنحبث عن الدموع في مقليتنا
نحبث عن الصوت في حناجرنا
فقدنا الدموع
فقدنا الصراخ
وفقدنا الاحساس (...)
::
العزيزة خديجة..
ذكرتني باللذي مضى
واوقظتي ماظننت انه غرق في سباته الابدي.!
::
كان مابدأت به اعلاه..
احدى تدويناتي القديمة..منذ قرات حرفك
ذهبت ابحث عنها لاتيك بها..
ومررت على قديم الاوراق وكان ماكان..!
::
قليلة كلمة رائعة فيما دونته عزيزتي
استمري بكاء ً .. واستمري هنا..
فاني لك من المتابعين ..
حفظك الله وادام قلمك ..

خَديجَه الجُهني يقول...

يآآآهـ يا الـ مها كم يريحُنا البكاء و يخفف وطئت الجرح في أعماقنا ..
كلاماتك التي اخرجتها من جعبه أوراقك القديمه كان لها أثر لدي ، فللبكاء قصة معنا !


أمنياتي لكَ براحه تجديها بعد البكاء :)
وكوني بالقرب أبنت مدينتي الطاهرة

Abdulrahman Alebrahim يقول...

الكريمة خديجه

نحن معاشر الرجال نغبط سهوله ساقط دمعاتكن من المقل ولأنكن تجدن هذا الأمر ونحن لا نجيده فأنتن أقل عرضة منا للإصابة بالجلطه القلبية نحن نبكي من الداخل ولذلك تضعف قلوبنا بسرعه :)


البكاء أمر رائع ولا يعيب الرجل ولكن للحياة وقسوتها علينا وبيئتنا الصحراوية أثر كبير في عدم تساقط الدموع من عيوننا رغم أن أكرم رجل عرفته الدنيا-الرسول صلى الله عليه وسلم- كان يبكي من خشيه الله وبكى لفراق ابنه ابراهيم

دمتي بخير اختي

شروق علي يقول...

حمدلله على نعمة البكاء

بما أني فقدت القدرة على التنفيس الفيزيائي مؤخرا ,أيقينت انها نعمةاللتي كنت أمتلكها


عسى أن تعود

شروق علي يقول...

دمتي بود

..Amo0ona يقول...



أحيانا تأتينى حالات نشعر أننا بحاجه
إلى أن نبكي أن نخفف عن أنفسنا بالبكاء إلا أنه قد لاياتي رغم أن البكاء متنفس عن الظلم عن العدوان عن القهر الذي نشعر به

لو لم تبكي السحاب لجف الشجر
لو لم نكبي لمتنا كمدنا وقهرا

عظيم الحب خدوجه ♥

أسرار رجل يقول...

نعم لما لا نبكي عندما نريد البكاء ؟؟
كبرياء أو حياء

المهم هو البكاء

ادام الله عليك العافيه و الفرح وازال همك وغمك و البكاء

دمت بحب
حفظ من الله

من غير عنـــوان يقول...

ظللت لا أبكي عشرون عاما بعد العشرين الأوائل... وعند الأربعين... بكيت... ومن يومها لم أحتفظ بدمعة في العين..

وأراحني هذا كثيرا


أمنياتي

Unknown يقول...

البكاء راحة بغض النضر أن كنا حزينين،،

فلطالما أصبحنا سعداء بمجرد البكاء فهو المتنفس لنا إن كنا لا نريد البوح..


الاخت خديجة//

سعيدة بأني مررت من هنا،،

{ .. صدى يقول...

آهـ يآ دمعة تترقرق على أهدآب نآئمة ..!!

يكفي لنآ من البكـــآء رآحهـ ..
ومن دموعنآ مطرآ .. تخضر لأجله حيآتنآ ..


بوركـ بقلمك البآكي هذآ اليوم ..

لا أرآكـ الله غماً ..

أختكـ ..
صدىْ..~

Afnan يقول...

عزيزتي
رائع ما كتبتي

لكني من اولئك اللذين
لا تسقط دموعهم الا بصعوبة

قاعدة ذكرها بعض علماء النفس
(( الكبت و التفريغ الزائد مضر بالصحة النفسية ))

اذن فالكبت لا يفيد وتفريغ كل المشاعر يضر ايضا

alwani يقول...

الرائعة ,الأستاذة خديجة :

أطلعتنا على روعة الكلمات وهي تزف قيمة التنفيس بالدموع

من ينكر قيمة البكاء اليوم في عصر الضغوط والمستلزمات التي لا تنتهي

دمتِ متألقة بروعتك المعهودة

ودامت أيامك كلها أفرااااح

ahmed_k يقول...

رفع الحجيج أكفهم
يرجون رحمة ربهم
ورفعت كفي أدعوه
يجعل ثوابك مثلهم
وكل عام وأنتم بخير

خَديجَه الجُهني يقول...

رجل يحمل مشاعر
فسحه سماويه
..Amo0ona
أسرار رجل
من غير عنوان
قلب المحبه
صدى
afnan
آلوانــي
أحمد



كم أسعدني هذا الزخم و الحضور الجميل لكم جميعاً
و أسأل الله لكم أن تذهب أحزانكم و تنجلي همومكم و تغشاكم عين الرحمه :)

مودتي و أمتناني و أكثرر
وكل عام و أنتم بخير :)

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

الأخت الكريمة / خديجة الجهني

السلام عليكم

فاتتني هذه التدوينة منذُ زمن ، ولم أستطع الوقوف عليها في حينها إلا سريعاً .

ليس البكاء مقصود بذاته في مداخلتي لعلمي أن له أثر على النفس سواءً رهبة أو رغبة أو متنفساً فهو رئة النفـْس عندما تتعب و هواءها عندما تتنفس .

لماذا كل هذا الألم يا خديجة !!

الحياة أقصر أن تتسع لهذه المعاناة ، لا شك أني لا أدري الكثير عما حملك على تلك المشاعر السلبية ، ولكن مقاومتها و الإبحار بقاربك بعيدا عن منطقة العاصفة خير لك ِ ..

هل أنتِ سالمة .. لا أعني معنوياً ولكن حسياً .. فاللهم لك الحمد . فالعافية ستحل في نفسك ولو عمق وكبر جرح المشاعر .

لا تسحبي الحبل الغليظ ليخرج لك من الأعماق أحزاناً إستقرت في قاع سحيق ، ولكن أتركي دمعك لو دعته الذكر ..

أقصد بمعنى آخر .. لا تطلبي الحزن ، فإنه سؤثر على يومك .

جانب آخر .. مع ما تحمله هذه التدوينة من مشاعر سلبية و حزينة إلا أنها محاولة إستحقت الإعجاب ، لطريقة كتابتها الإنشائية الجميلة و المؤثرة .

بالتوفيق و بمزيد من الإبداع ..
وبكثير من البهجة و السرور و بقدر يكفي لدفن الإحزان .

خَديجَه الجُهني يقول...

أ. بسام الكثيري
و لأننا بشر نمر في حزن عميق جداً كان علي تصويرة / التعبير عنه كما أشعر به حينها !


كلامك صحيح و الحمدلله أني لا أستقر على حال الحزن من فضل الله و لا أجعل لليأس علي سبيلاً و إلا لقتلني في مهدي !


و لكن و بإذن الله كما أعهدني بذاتي كُلي أمل و تطلع بأن الحياة كـ علبه آلوان بها كل شيء و كل خليط



شكراً عميقه لكَ أخي الكريم